الحرب الإسرائيلية الفلسطينية: مقتل “عراب” الصحافة الفلسطينية بلال جاد الله في القصف الإسرائيلي

أدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل بلال جاد الله، أحد أكثر الصحفيين احتراما في غزة، ليضاف إلى عشرات المراسلين والعاملين في مجال الإعلام الذين لقوا حتفهم بالفعل خلال الحرب المستمرة.

وتوالت التعازي لجاد الله بعد الهجوم الإسرائيلي الذي أودى بحياته يوم الأحد. وقالت شقيقة جاد الله لرويترز إنه كان متجها إلى الجنوب من مدينة غزة لكنه قتل بقذيفة دبابة إسرائيلية في حي الزيتون.

وكان جاد الله، المعروف محليًا باسم “الأب الروحي للصحفيين الفلسطينيين”، رئيسًا لبيت الصحافة في غزة – وهي منظمة مكرسة لتدريب صحفيي المستقبل في المنطقة.

تأسست عام 2014 في غزة، بهدف تعزيز حرية التعبير من خلال برامج التدريب والمناصرة والتواصل.

وكان معظم الصحفيين في القطاع المحاصر يعرفون جاد الله، وقد عمل مع العديد منهم عن كثب. ساعدت برامجه الإرشادية العديد من الصحفيين المحليين على البدء في حياتهم المهنية.

ابق على اطلاع بالنشرات الإخبارية لموقع MEE

قم بالتسجيل للحصول على أحدث التنبيهات والأفكار والتحليلات،
بدءًا من تركيا غير المعبأة

وبمقتله يرتفع عدد الصحفيين الذين قتلوا في المنطقة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى 48، وفقاً للجنة حماية الصحفيين. وتشمل هذه الحصيلة أربعة صحفيين إسرائيليين قتلوا في 7 أكتوبر/تشرين الأول خلال هجوم شنه المقاتلون الفلسطينيون بقيادة حماس على جنوب إسرائيل.

تحية

وقال معتز عزايزة، وهو صحفي من غزة، على إنستغرام: “بدون فشل، كل صحفي أعرفه في غزة قال إنه كان بمثابة الأب لهم. كان بلال معروفًا بأنه مستمع دافئ ورحيم. مشجع. مزارع الأحلام. معلم. مدرب. دليل.

لقد جعل الصحفيين الفلسطينيين الشباب يؤمنون بأنفسهم. وأضاف: “لقد جعلهم يتوقفون عن التفكير في أنفسهم كأشخاص يريدون أن يصبحوا صحفيين، وساعدهم على رؤية والاعتقاد بأنهم صحفيون”.

وقال علي جاد الله، شقيق بلال، إنه عازم على البقاء في مدينة غزة، معتقدًا أن لديه “واجبًا أخلاقيًا لإخبار العالم بما كان يراه”.

وأضاف أنه “لم يدخر جهدا في دعم كافة الصحفيين المستقلين وحمايتهم وتنظيم دورات السلامة لهم وتزويدهم بوسائل الحماية”.

خلال الحرب المستمرة، عمل جاد الله بجد لضمان تقديم بيت الصحافة الدعم للصحفيين الذين يغطون قصف غزة، بما في ذلك توفير السلامة والمعدات التقنية.

كما استضاف جاد الله أعضاء الوفود الدولية ليعرض لهم الانتهاكات بحق الفلسطينيين في غزة.

ووصف تور وينيسلاند، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، جاد الله بأنه “صحفي محترف وواسع المعرفة وعاطفي كرس حياته من أجل حرية الصحافة وحماية الصحفيين”.

ووصف حسام زملط، السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة، وفاته بأنها “مدمرة” ودعا إلى “تقديم قتلته إلى العدالة”.

لقد تم استهداف الصحفيين بشكل متكرر منذ بداية الحرب.

كما استشهد الصحفيان المستقلان حسونة سليم وساري منصور يوم السبت في هجوم إسرائيلي على مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة.

لقد شهدت الحرب المستمرة مقتل عدد من الصحفيين في الشهر الأول من الصراع أكثر من أي حرب أخرى منذ أن بدأت لجنة حماية الصحفيين في جمع الإحصاءات الخاصة بالصحفيين الذين يغطون الصراع في عام 1992.

ووصف كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، حصيلة الضحايا بأنها “صادمة”، مع احتمال ارتفاع العدد.

Leave a Comment